المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
* (وكذلك نجزي المحسنين) * ألفاظ فيها وعد للنبي صلى الله عليه وسلم فلا يهولنك فعل الكفرة بك وعتوهم عليك فالله تعالى يصنع للمحسنين أجمل صنع.
قوله عز وجل سورة يوسف 23 - 25 المراودة الملاطفة في السوق إلى غرض وأكثر استعمال هذه اللفظة إنما هو في هذا المعنى الذي هو بين الرجال والنساء ويشبه أن يكون من راد يرود إذا تقدم لاختبار الأرض والمراعي فكان المراود يختبر أبدا بأقواله وتلطفه حال المراود من الإجابة أو الامتناع.
وفي مصحف وكذلك رويت عن الحسن.
و * (التي هو في بيتها) * هي زليخا امرأة العزيز.
وقوله * (عن نفسه) * كناية عن غرض المواقعة.
وقوله * (وغلقت) * تضعيف مبالغة لا تعدية وظاهر هذه النازلة أنها كانت قبل أن ينبأ صلى الله عليه وسلم.
وقرأ ابن كثير وأهل مكة هيت بفتح الهاء وسكون الياء وضم التاء وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق وابن محيصن وأبو الأسود وعيسى بفتح الهاء وكسر التاء هيت وقرأ ابن مسعود والحسن والبصريون هيت بفتح الهاء والتاء وسكون الياء ورويت عن ابن عباس وقتادة وأبي عمرو قال أبو حاتم لا يعرف أهل البصرة غيرها وهم أقل الناس غلوا في القراءة قال الطبري وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ نافع وابن عامر هيت بكسر الهاء وسكون الياء وفتح التاء وهي قراءة الأعرج وشيبة وأبي جعفر وهذه الأربع بمعنى واحد واختلف باختلاف اللغات فيها ومعناه الدعاء أي تعال وأقبل على هذا الأمر قال الحسن معناها هلم ويحسن أن تتصل بها * (لك) * إذ حلت محل قولها إقبالا أو قريا فجرت مجرى سقيا لك ورعيا لك ومن هذا قول الشاعر يخاطب علي بن أبي طالب (أبلغ أمير المؤمنين * أخا العراق إذا أتينا) (أن العراق وأهله * عنق إليك فهيت هيتا) مجزوء الكامل ومن ذلك على اللغة الأخرى قول طرفة (ليس قومي بالأبعدين إذا ما * قال داع من العشيرة هيت) الخفيف
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»