الوجود إلا الله و * (أنت) * في موضع نصب تأكيد للضمير في * (انك) * أو في موضع رفع على الابتداء و * (العليم) * خبره والجملة خبر إن أو فاصلة لا موضع لها من الإعراب و * (العليم) * معناه العالم ويزيد عليه معنى من المبالغة والتكثير من المعلومات في حق الله عز وجل و * (الحكيم) * معناه الحاكم وبينهما مزية المبالغة وقيل معناه المحكم كما أنه قال عمرو بن معد يكرب (أمن ريحانة الداعي السميع *) الوافر أي المسمع ويجيء * (الحكيم) * على هذا من صفات الفعل وقال قوم * (الحكيم) * المانع من الفساد ومنه حكمة الفرس ما نعته ومنه قول جرير (أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم * إني أخاف عليكم أن أغضبا) الكامل سورة البقرة 33 - 34 * (أنبئهم) * معناه أخبرهم وهو فعل يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر وقد يحذف حرف الجر أحيانا تقول نبئت زيدا قال سيبويه معناه نبئت عن زيد والضمير في * (أنبئهم) * عائد على الملائكة بإجماع والضمير في أسمائهم مختلف فيه حسب الاختلاف في الأسماء التي علمها آدم قال أبو علي كلهم قرأ أنبئهم بالهمز وضم الهاء إلا ما روي عن ابن عامر أنبئهم بالهمز وكسر الهاء وكذلك روى بعض المكيين عن ابن كثير وذلك على اتباع كسرة الهاء لكسرة الباء وإن حجز الساكن فحجزه لا يعتد به قال أبو عمرو الداني وقرأ الحسن والأعرج أنبيهم بغير همز قال ابن جني وقرأ الحسن أنبهم على وزن أعطهم وقد روي عنه انبيهم بغير همز قال أبو عمرو وقد روي مثل ذلك عن ابن كثير من طريق القواس قال أبو الفتح أما قراءة الحسن أنبهم كأعطهم فعلى إبدال الهمزة ياء على أنك تقول أنبيت كأعطيت وهذا ضعيف في اللغة لأنه بدل لا تخفيف والبدل عندنا لا يجوز إلا في ضرورة شعر قال بعض العلماء إن في قوله تعالى * (فلما أنبأهم) * نبوة لآدم عليه السلام إذ أمره الله أن ينبئ الملائكة بما ليس عندهم من علم الله عز وجل
(١٢٢)