الجمع مياه وأمواه وفي التصغير مويه وانطلق اسم الرزق على ما يخرج من الثمرات قبل التملك أي هي معدة أن يصح الانتفاع بها فهي رزق ورد بهذه الآية بعض الناس قول المعتزلة إن الرزق ما يصح تملكه وليس الحرام برزق وواحد الأنداد ند وهو المقاوم والمضاهي كان مثلا أو خلافا أو ضدا ومن حيث قاوم وضاهى فقد حصلت مماثلة ما وقال أبو عبيدة معمر والمفضل الضد الند وهذا التخصيص منهما تمثيل لا حصر واختلف المتأولون من المخاطب بهذه الآية فقالت جماعة من المفسرين المخاطب جميع المشركين فقوله على هذا * (وأنتم تعلمون) * يريد العلم الخاص في أنه تعالى خلق وأنزل الماء وأخرج الرزق ولم تنف الآية الجهالة عن الكفار وقيل المراد كفار بني إسرائيل فالمعنى تعلمون من الكتب التي عندكم أن الله لا ند له وقال ابن فورك يحتمل أن تتناول الآية المؤمنين فالمعنى لا ترتدوا أيها المؤمنون وتجعلوا لله أندادا بعد علمكم الذي هو نفي الجهل بأن الله واحد وهذه الآية تعطي أن الله تعالى أغنى الإنسان بنعمه هذه عن كل مخلوق فمن أحوج نفسه إلى بشر مثله بسبب الحرص والأمل والرغبة في زخرف الدنيا فقد أخذ بطرق من جعل لله ندا عصمنا الله تعالى بفضله وقصر آمالنا عليه بمنه وطوله لا رب غيره سورة البقرة 23 - 24 الريب الشك وهذه الآية تقتضي أن الخطاب المتقدم إنما هو لجماعة المشركين الذين تحدوا وتقدم تفسير لفظ سورة في صدر هذا التعليق وقرأ يزيد بن قطيب أنزلنا بألف واختلف المتأولون على من يعود الضمير في قوله * (مثله) * فقال جمهور العلماء هو عائد على القرآن ثم اختلفوا فقال الأكثر من مثل نظمه ورصفه وفصاحة معانيه التي يعرفونها ولا يعجزهم إلا التأليف الذي خص به القرآن وبه وقع الإعجاز على قول حذاق أهل النظر وقال بعضهم * (من مثله) * في غيوبه وصدقه وقدمه فالتحدي عند هؤلاء وقع بالقدم والأول أبين و " من " على هذا القول زائدة أو لبيان الجنس وعلى القول الأول هي للتبعيض أو لبيان الجنس وقالت فرقة الضمير في قوله * (من مثله) * عائد على محمد صلى الله عليه وسلم ثم اختلفوا فقالت طائفة من أمي صادق مثله وقالت طائفة من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله على زعمكم أيها المشركون
(١٠٦)