أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٤٣٧
المسألة الثالثة وقوله (* (منفكين) *)) يعني زائلين عن دينهم حتى تأتيهم البينة ببطلان ما هم عليه وتلك البينة هي (* (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة) *) البينة 2 وهي المسألة الرابعة قالوا (* (مطهرة) *)) من الشرك وقالوا مطهرة بحسن الذكر وقلب مطهر من كل عيب وقد قال مالك في الآية التي في (* (عبس وتولى) * مكرمة مرفوعة مطهرة) إنها القرآن وإنه لا يمسه إلا المطهرون كما قال في سورة الواقعة وهذه الآية توافق ذلك وتؤكده فلا يمسها إلا طاهر شرعا ودينا فإن وجد غير ذلك فباطل لا ينفي ذلك في كرامتها ولا يبطل حرمتها كما لو قتل النبي لم تبطل نبوته ولا أسقط ذلك حرمته ولا اقتضى ذلك تكذيبه بل يكون زيادة في مرتبته في الدارين الآية الثانية قوله تعالى (* (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) *) الآية 5 فيها مسألتان المسألة الأولى أمر الله عباده بعبادته وهي أداء الطاعة له بصفة القربة وذلك بإخلاص النية بتجريد العمل عن كل شيء إلا لوجهه وذلك هو الإخلاص الذي تقدم بيانه المسألة الثانية إذا ثبت هذا فالنية واجبة في التوحيد لأنها عبادة فدخلت تحت هذا العموم دخول الصلاة فإن قيل فلم خرجت عنه طهارة النجاسة وذلك يعترض عليكم في الوضوء قلنا إزالة النجاسة معقولة المعنى لأن الغرض منها إزالة العين لكن بمزيل
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»