أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٥١٢
الله وكانوا ينتظرون بعث محمد فلما سمعوا به بمكة قصدوه فعرض عليهم القرآن فأسلموا فكان الكفار من قريش يقولون لهم أف لكم من قوم اتبعتم غلاما كرهه قومه وهم أعلم به منكم المسألة الثانية (* (وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم) *)) يريد لنا حقنا ولكم باطلكم سلام عليكم قال علماؤنا ليس هذا بسلام المسلمين على المسلمين وإنما هو بمنزلة قول الرجل للرجل اذهب بسلام أي تاركني وأتاركك ويحتمل أن يكون قبل تبيان الحال للتحية بالسلام واختصاصها بالمسلمين وخروج الكفار عنها حسبما بيناه من قبل الآية الثامنة قوله تعالى (* (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) *) الآية 77 فيها مسألتان المسألة الأولى في معنى النصيب وفيه ثلاثة أقوال الأول لا تنس حظك من الدنيا أي لا تغفل أن تعمل في الدنيا للآخرة كما قال ابن عمر احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا الثاني أمسك ما يبلغك فذلك حظ الدنيا وأنفق الفضل فذلك حظ الآخرة الثالث لا تغفل شكر ما أنعم الله عليك المسألة الثانية (* (وأحسن كما أحسن الله إليك) *)) ذكر فيه أقوال كثيرة جماعها استعمل نعم الله في طاعته
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»