الجام بمكة فقالوا اشتريناه من عدي بن بداء وتميم فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وإن الجام لصاحبهم قال وفيهم نزلت (* (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) *) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وكذلك خرجه البخاري بلفظه والدارقطني فهو صحيح وذكر يحيى بن سليمان الجعفي صاحب التفسير الكبير حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الكلبي أن أبا صالح حدثه عن ابن عباس أنه قال وأما قوله (* (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) *) قال بلغنا والله أعلم أنها نزلت في مولى من موالي قريش ثم لآل العاص بن وائل انطلق في تجارة نحو الشام ومعه تميم بن أوس الداري وعدي بن بداء ويروى بيداء وهما نصرانيان يومئذ فتوفي المولى في مسيره فلما حضره الموت كتب وصيته ثم جعلها في ماله ومتاعه ثم دفعها إليهما وقال لهما أبلغا أهلي مالي ومتاعي فانطلقا لوجههما الذي توجها إليه ففتشا متاع المولى المتوفى بعد موته فأخذا ما أعجبهما منه ثم رجعا بالمال والمتاع الذي بقي إلى أهل الميت فدفعاه إليهم فلما فتش القوم المال والمتاع الذي بقي فقدوا بعض ما خرج به صاحبهم معه من عندهم فنظروا إلى الوصية وهي في المتاع فوجدوا المال والمتاع فيهما مسمى فدعوا تميما وصاحبه فقالوا لهما هل باع صاحبنا شيئا مما كان عنده أو اشترى فقالوا لا قالوا فهل مرض فطال مرضه فأنفق منه على نفسه قالوا لا قالوا فإنا نفقد بعض الذي مضى به صاحبنا معه قالوا ما لنا عما مضى به من علم ولا بما كان في وصيته ولكن دفع إلينا هذا المال والمتاع فبلغناكموه كما دفعه إلينا فرفعوا أمرهم إلى النبي وذكروا له الأمر فنزل قوله تعالى (* (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) *) إلى (* (الآثمين) *) فقاما فحلفا على منبر رسول الله إدبار صلاة العصر فخلى سبيلهما ثم طلعوا بعد ذلك على إناء من فضة منقوش مموه بالذهب عند تميم الداري فقالوا هذا من آنية صاحبنا التي مضى بها معه وقد قلتما
(٢٣٢)