أحدا ومن الهاء المحذوفة أو من أي خلقته منفردا بلا أهل ولا مال ثم أنعمت عليه * (وجعلت له مالا ممدودا) * مبسوطا كثيرا أو ممدودا بالنماء وكان له الزرع والضرع والتجارة وعن مجاهد كان له مائة ألف دينار وعنه أن له أرضا بالطائف لا ينقطع ثمرها * (وبنين شهودا) * حضورا معه بمكة لغناهم عن السفر وكانوا عشرة أسلم منهم خالد وهشام وعمارة * (ومهدت له تمهيدا) * وبسطت له الجاه والرياسة فأتممت عليه نعمتي الجاه والمال واجتماعهما هو الكمال عند أهل الدنيا * (ثم يطمع أن أزيد) * أن أدخله الجنة فاوتيه مالا وولدا كما قال لأوتين مالا وولدا * (كلا) * ردع له وقطع لرجائه أي لا يجمع له بعد اليوم بين الكفر والمزيد من النعم فلم يزل بعد نزول الآية في نقصان من المال والجاه حتى هلك * (إنه كان لآياتنا عنيدا) * معاندا جاحدا وهو تعليل الردع على وجه الاستئناف كان قائلا قال لما لا يزال فقيل إنه جحد آيات المنعم وكفر بذلك نعمته والمكافر لا يستحق المزيد * (سأرهقه) * سأغشيه * (صعودا) * عقبة شاقة المصعد وفي الحديث الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوى فيه كذلك أبدا * (إنه فكر) * تعليل للوعيد كان الله تعالى عاجله بالفقر والذل بعد الغنى والعز لعناده ويعاقبه في الآخرة بأشد العذاب لبلوغه بالعناد غايته وتسميته القرآن سحرا يعني أنه فكر ماذا يقول في القرآن * (وقدر) * في نفسه ما يقوله وهيأه * (فقتل) * لعن * (كيف قدر) * تعجيب من تقديره * (ثم قتل كيف قدر) * كرر للتأكيد وثم يشعر بأن الدعاء الثاني أبلغ من الأول * (ثم نظر) * في وجوه الناس أو فيما قدر * (ثم عبس) * قطب وجهه * (وبسر) * زاد في النقيض والكلوح * (ثم أدبر) * عن الحق * (واستكبر) * عنه أو عن مقامه وفي مقاله ثم نظر عطف على فكر وقدر والدعاء اعتراض بينهما وايراد ثم المعطوفات لبيان أن بين الأفعال المعطوفة تراخيا * (فقال إن هذا) * ما هذا * (إلا سحر يؤثر) * يروى عن السحرى روى أن الوليد قال لبني مخزوم والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق وانه يعلوا ولا يعلى فقالت قريش صبأ والله الوليد فقال أبو جهل وهو ابن أخيه أنا أكفيكموه فقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه فقام الوليد فأتاهم فقال تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه قط يتكهن وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط وتزعمون أنه كذب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب فقالوا في كل ذلك اللهم لا ثم قالوا فما هو ففكر فقال ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه وما الذي يقوله إلا سحر يؤثر عن مسيلمة وأهل بابل فارتج النادي فرحا وتفرقوا متعجبين منه وذكر الفاء دليل على
(٢٩٥)