تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٧
الحجر (85 _ 91)) إلا لذلك * (فاصفح الصفح الجميل) * فاعرض عنهم اعراضا جميلا بحلم واغضاء قيل هو منسوخ بآية السيف وإن أريد به المخالفة فلا يكون منسوخا * (إن ربك هو الخلاق) * الذي خلقك وخلقهم * (العليم) * بحالك وحالهم فلا يخفى عليه ما يجرى بينكم وهو يحكم بينكم * (ولقد آتيناك سبعا) * أي سبع آيات وهي الفاتحة أو سبع سور وهي الطوال واختلف في السابعة فقيل الأنفال وبراءة لأنهما في حكم سورة بدليل عدم التسمية بينهما وقيل سورة يونس أو أسباع القرآن * (من المثاني) * هي من التثنية وهي التكرير لأن الفاتحة مما يتكرر في الصلاة أو من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على الله الواحدة مثناة أو مثنية صفة لآية وأما السور الاسباع فلما وقع فيها من تكرير القصص والمواعظ والوعد والوعيد ولما فيها من الثناء كأنها تثنى على الله وإذا جعلت السبع مثاني فمن للتبيين وإذا جعلت القرآن مثاني فمن للتبعيض * (والقرآن العظيم) * هذا ليس بعطف الشيء على نفسه لأنه إذا أريد بالسبع الفاتحة أو الطوال فما وراءهن ينطلق عليه اسم القرآن لأنه اسم يقع على البعض كما يقع على الكل دليله قوله بما أوحينا إليك هذا القرآن يعنى سورة يوسف وإذا أريد به الاسباع فالمعنى ولقد آتيناك ما يقال له السبع المثاني والقرآن العظيم أي الجامع لهذين النعتين وهو التثنية أو الثناء والعظم ثم قال لرسوله * (لا تمدن عينيك) * أي لا تطمح ببصرك طموح راغب 2 فيه متمن له * (إلى ما متعنا به أزواجا منهم) * أصنافا من الكفار كاليهود والنصارى والمجوس يعنى قد أوتيت النعمة العظمى التي كل نعمة وان عظمت فهي إليها حقيرة وهي القرآن العظيم فعليك أن تستغنى به ولا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا وفي الحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن وحديث أبي بكر من أوتى القرآن فرأى أن أحدا أوتى من الدنيا أفضل مما أوتى فقد صغر عظيما وعظم صغيرا * (ولا تحزن عليهم) * أي لا تتمن أموالهم ولا تحزن عليهم انهم لم يؤمنوا فيتقوى بمكانهم الإسلام والمسلمون * (واخفض جناحك للمؤمنين) * وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وطب نفسا عن إيمان الأغنياء * (وقل) * لهم * (إني أنا النذير المبين) * أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب الله نازل بكم * (كما أنزلنا) * متعلق بقوله ولقد آتيناك اي أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا * (على المقتسمين) * وهم أهل الكتاب * (الذين جعلوا القرآن عضين) * أجزاء جمع عضة وأصلها عضوة فعلة من عضى الشاة إذا جعلها أعضاء حيث قالوا بعنادهم بعضه حق موافق للتوارة والإنجيل وبعضه باطل مخالف لهما فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه وقيل كانوا يستهزءون به فيقول بعضهم سورة البقرة لي ويقول
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»