تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
الأنعام (79 _ 84)) شركاء لخالقها وقيل هذا كان نظره واستدلاله في نفسه فحكاه الله تعالى والأول اظهر لقوله يا قوم إني برئ مما تشركون * (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) * أي للذي دلت هذه المحدثات على أنه منشئها * (حنيفا) * حال أي مائلا عن الأديان كلها إلا هذا الإسلام * (وما أنا من المشركين) * بالله شيئا من خلقه * (وحاجه قومه) * في توحيد الله تعالى ونفى الشركاء عنه * (قال أتحاجوني في الله) * في توحيده أتحاجوني مدنى وابن ذكوان * (وقد هدان) * إلى التوحيد والياء في الوصل أبو عمرو ولما خوفوه أن معبوداتهم تصيبه بسوء قال * (ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا) * أي لا أخاف معبوداتكم في وقت قط لأنها لا تقدر على منفعة ولا مضرة إلا إذا شاء ربى أن يصيبني منها بضر فهو قادر على أن يجعل فيما شاء نفعا وفيما شاء ضرا لا الأصنام * (وسع ربي كل شيء علما) * فلا يصيب عبدا شيء من ضر أو نفع إلا بعلمه * (أفلا تتذكرون) * فتميزوا بين القادر والعاجز * (وكيف أخاف ما أشركتم) * معبوداتكم وهى مأمونة الخوف * (ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به) * بإشراكه * (عليكم سلطانا) * حجة إذ الاشراك لا يصح أن يكون عليه حجة والمعنى وما لم تفكرون على الأمن في موضع الأمن ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع الخوف * (فأي الفريقين) * أي فريقى الموحدين والمشركين * (أحق بالأمن) * من العذاب * (إن كنتم تعلمون) * ولم يقل فأينا احترازا من تزكية نفسه ثم استأنف الجواب عن السؤال بقوله * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * بشرك عن الصديق رضي الله عنه * (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) * ثم كلام إبراهيم عليه السلام * (وتلك حجتنا) * إشارة إلى جميع ما احتج به إبراهيم عليه السلام على قومه من قوله فلما جن عليه الليل إلى وهم مهتدون * (آتيناها إبراهيم على قومه) * وهو خبر بعد خبر * (نرفع درجات من نشاء) * في العلم والحكمة وبالتنوين كوفي وفيه نقض قول المعتزلة في الأصلح * (إن ربك حكيم) * بالرفع * (عليم) * بالأهل * (ووهبنا له) * لإبراهيم * (إسحاق ويعقوب كلا هدينا) *
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»