تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
النساء (102 _ 103)) صلى الله عليه وسلم في كل عصر فكان الخطاب له متناولا لكل إمام كقوله تعالى * (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم) * دليله فعل الصحابة رضي الله عنهم بعده عليه السلام * (فلتقم طائفة منهم معك) * فاجعلهم طائفتين فلتقم إحداهما معك فصل بهم وتقوم طائفة تجاه العدو * (وليأخذوا أسلحتهم) * أي الذين تجاه العدو عن ابن عباس رضي الله عنهما و إن كان المراد به المصلين فقالوا يأخذون من السلاح مالا يشغلهم عن الصلاة كالسيف والخنجر ونحوهما * (فإذا سجدوا) * أي قيدوا ركعتهم بسجدتين فالسجود على ظاهره عندنا وعند مالك بمعنى الصلاة * (فليكونوا من ورائكم) * أي إذا صلت هذه الطائفة التي معك ركعة فليرجعوا ليقفوا بإزاء العدو * (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا) * في موضع رفع صفة لطائفة * (فليصلوا معك) * أي ولتحضر الطائفة الواقعة بإزاء العدو فليصلوا معك الركعة الثانية * (وليأخذوا حذرهم) * ما يتحرزون به من العدو كالدرع ونحوه * (وأسلحتهم) * جمع سلاح وهو ما يقاتل به وأخذ السلاح شرط عند الشافعي رحمه الله وعندنا مستحب وكيفية صلاة الخوف معروفة * (ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم) * أي تمنوا أن ينالوا منكم غرة في صلاتكم * (فيميلون عليكم ميلة واحدة) * فيشدون عليكم شدة واحدة * (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا) * في أن تضعوا * (أسلحتكم وخذوا حذركم) * رخص لهم في وضع الأسلحة أن ثقل عليهم حملها بسبب ما يبلهم من مطر أو يضعفهم من مرض وأمرهم مع ذلك بأخذ الحذر لئلا يغفلوا فيهجم عليهم العدو * (إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا) * أخبر أنه يهين عدوهم لتقوى قلوبهم وليعلموا أن الأمر بالحذر ليس لتوقع غلبتهم عليهم و إنما هو تعبد من الله تعالى * (فإذا قضيتم الصلاة) * فرغتم منها * (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) * أي دوموا على ذكر الله في جميع الأحوال أو فإذا أردتم أداء الصلاة فصلوا قياما أن قدرتم عليه وقعودا أن عجزتم عن القيام ومضطجعين إن عجزتم عن القعود * (فإذا اطمأننتم) * سكنتم بزوال الخوف * (فأقيموا الصلاة) *
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»