سورة البقرة 15 19 قرأ أبو جعفر مستهزؤن ويستهزؤن وقل استهزؤوا وليطفؤا وليواطؤا ويستنبؤنك وخاطين وخاطون ومتكين ومتكون فمالون والمنشون بترك الهمزة فيهن 15 (الله يستهزئ بهم) أي يجازيهم جزاء استهزائهم سمي الجزاء باسمه لأنه بمقابلته كما قال الله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها) قال ابن عباس هو أن يفتح لهم باب من الجنة فإذا انتهوا إليه سد عنهم وردوا إلى النار وقيل هو أن يضرب للمؤمنين نور يمشون على الصراط فإذا وصل المنافقون إليه حيل بينهم وبين المؤمنين كما قال الله تعالى (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) وقال الله تعالى (فضرب بينهم بسور له باب) الآية وقال الحسن معناه أن الله يظهر المؤمنين على نفاقهم (ويمدهم) يتركهم ويمهلهم والمد والإمداد واحد وأصله الزيادة إلا أن المد كثيرا ما يأتي في الشر والإمداد في الخير قال الله تعالى في المد (ونمد له من العذاب مدا) وقال في الإمداد (وأمددناكم بأموال وبنين وأمددناكم بفاكهة) (في طغيانهم) أي في ضلالتهم وأصل الطغيان مجاوزة الحد ومنه طغى الماء (يعمهون) أي يترددون في الضلالة متحيرين 16 (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) بالإيمان (فما ربحت تجارتهم) أي استبدلوا الكفر أي ما ربحوا في تجارتهم أضاف الربح إلى التجارة لأن الربح يكون فيها كما تقول العرب ربح بيعك وخسرت صفقتك (وما كانوا مهتدين) من الضلالة وقيل مصيبين في تجارتهم 17 (مثلهم) شبههم وقيل صفتهم والمثل قول سائر في عرف الناس يعرف به منه الشيء وهو أحد أقسام القرآن السبعة (كمثل الذي) يعني الذين بدليل سياق الآية ونظيره (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) (استوقد نارا) أوقد نارا (فلما أضاءت) النار (ما حوله) أي حول المستوقد وأضاء لازم ومتعد يقال أضاء الشيء بنفسه وأضاء غيره وهو هنا متعد (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) قال ابن عباس وقتادة ومقاتل والضحاك
(٥٢)