مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٩٠
بأكثر الحيوان، قال تعالى: (فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) واشتق من الرجل رجل وراجل للماشي بالرجل، ورجل بين الرجلة، فجمع الراجل رجالة ورجل نحو ركب ورجال نحو ركاب لجمع الراكب. ويقال رجل راجل أي قوى على المشي، جمعه رجال نحو قوله تعالى:
(فرجالا أو ركبانا) وكذا رجيل ورجلة وحرة رجلاء ضابطة للأرجل بصعوبتها والأرجل الأبيض الرجل من الفرس، والعظيم الرجل ورجلت الشاة علقتها بالرجل واستعير الرجل للقطعة من الجراد ولزمان الانسان، يقال كان ذلك على رجل فلان كقولك على رأس فلان، ولمسيل الماء، الواحدة رجلة وتسميته بذلك كتسميته بالمذانب. والرجلة البقلة الحمقاء لكونها نابتة في موضع القدم.
وارتجل الكلام أورده قائما من غير تدبر وارتجل الفرس في عدوه، وترجل الرجل نزل عن دابته وترجل في البئر تشبيها بذلك، وترجل النهار انحطت الشمس عن الحيطان كأنها ترجلت، ورجل شعره كأنه أنزله إلى حيث الرجل والمرجل القدر المنصوبة، وأرجلت الفصيل أرسلته مع أمه، كأنما جعلت له بذلك رجلا.
رجم: الرجام الحجارة، والرجم الرمي بالرجام، يقال رجم فهو مرجوم، قال تعالى:
(لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين) أي المقتولين أقبح قتلة وقال: (ولولا رهطك لرجمناك - إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم) ويستعار الرجم للرمي بالظن والتوهم وللشتم والطرد نحو قوله تعالى: (رجما بالغيب)، قال الشاعر:
* وما هو عنها بالحديث المرجم * وقوله تعالى: (لأرجمنك واهجرني مليا)، أي لأقولن فيك ما تكره. والشيطان الرجيم المطرود عن الخيرات وعن منازل الملا الأعلى.
قال تعالى: (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وقال تعالى: (اخرج منها فإنك رجيم) وقال في الشهب: (رجوما للشياطين) والرجمة والرجمة أحجار القبر ثم يعبر بها عن القبر وجمعها رجام ورجم وقد رجمت القبر وضعت عليه رجاما. وفى الحديث " لا ترجموا قبري "، والمراجمة المسابة الشديدة، استعارة كالمقاذفة. والترجمان تفعلان من ذلك.
رجا: رجا البئر والسماء وغير هما: جانبها والجمع أرجاء، قال تعالى: (والملك على أرجائها) والرجاء ظن يقتضى حصول ما فيه مسرة، وقوله تعالى: (مالكم لا ترجون لله وقارا) قيل مالكم لا تخافون وأنشد:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نوب عوامل ووجه ذلك أن الرجاء والخوف يتلازمان،
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست