شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٦
فأجابته فاطمة وهي تقول:
أمرك عندي يا ابن عم طاعة ما بي لؤم لا ولا ضراعة فاعطه ولا تدعه ساعة (1) نرجو له الغياث في المجاعة ونلحق الأخيار والجماعة وندخل الجنة بالشفاعة فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى الصاع الاخر (2) فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم، وصلى علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله المغرب; ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماءا قراحا / 180 / أ / فلما دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال:
السلام عليكم (يا) أهل بيت محمد (أنا) يتيم من أولاد المسلمين، استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة. فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح، فلما أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل منزله ليفطر، فقدمت فاطمة (إليه) خبز شعير وملحا جريشا وماءا قراحا، فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال:
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله، فأطعموه أقراصهم

(1) هذا هو الظاهر، وفي النسخة: (فأعطيه). وأظهر منه - فيه وفيما بعده - ما رواه الثعلي:
امرك يا ابن العم سمع طاعة ما بي من لؤم ولا ضراعة عذب من الخبر له صناعة أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة أن الحق الخيار والجماعة وأدخل الخلد ولي شفاعة (2) هذا هو الظاهر المذكور في الأصل اليمني، وفي النسخة الكرمانية: (عدت فاطمة الصاع الاخر).
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»