شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق، وقدوم الغرباء عليه، وليس في يده سعة لذلك، فقالت الأنصار: إن هذا الرجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن اختكم تنوبه نوائب وحقوق، وليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم فتأتونه به فيستعين به على ما ينوبه من الحقوق، فجمعوا له ثمان مائة دينار، ثم أتوه فقالوا له: يا رسول الله إنك ابن أختنا، وقد هدانا الله على يديك، تنوبك نوائب وحقوق، وليست بيدك لها سعة، فرأينا أن نجمع من أموالنا طائفة فنأتيك به / 145 / أ / فتستعين به على ما ينوبك، وهوذا. فنزل (قل لا أسألكم عليه أجرا) يعني لا أطلب منكم على الايمان والقران جعلا ولا رزقا (إلا المودة في القربى) يعني إلا أن تحبوني وتحبوا أهل بيتي وقرابتي (1). قال ابن عباس: فوقع في قلوب المنافقين من أهل المدينة شئ فقالوا: ما يريد منا إلا أن نحب أهل بيته ونكون تبعا لهم من بعده، ثم خرجوا فنزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قالوا، فأنزل الله تعالى: (أم يقولون افترى على الله كذبا) يعني اختلق الآية، فقال القوم. يا رسول الله فإنا نشهد أنك صادق بما قلته لنا، فنزل (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده).

(1) كذا في الأصل اليمني وفي الأصل الكرماني: " وأقربائي... ".
والحديث رواه أيضا الثعلبي والبغوي كما في الصواعق ص 102
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»