تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٢٩
* (فلا اقتحم العقبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة (13)) وقوله: * (فلا اقتحم العقبة) أي: فهلا أنفق ماله الذي أنفقه في عداوة محمد في اقتحام العقبة، ويقال: * (فلا اقتحم العقبة) أي: لم يقتحم العقبة، ومعناه: لم يجاوزها، وقيل: إن العقبة جبل في النار، ويقال: هبوط وصعود، مصعد سبعة آلاف سنة، ومهبط ألف سنة.
وقيل: مصعد ألف عام، وفيها غياض ممتلئة من الأفاعي والحيات والعقارب.
قال الحسن البصري في العقبة: إنها مجاهدة النفس والهوى والشيطان.
فعلى هذا ذكر العقبة تمثيل؛ لأن العقبة يشق صعدوها، كذلك الإنسان يشق عليه مجاهدة النفس والشيطان.
وقوله: * (وما أدراك ما العقبة) أي: فما أدراك (ما تجاوز بها) العقبة، ثم فسر فقال: * (فك رقبة) وفك الرقبة إعتاقها.
وروى عقبة بن عامر: أن النبي قال: ' من أعتق رقبة، كانت فكاكه من النار '.
ومن المعروف أن رجلا أتى النبي فقال: ' يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، فقال: لئن أقصرت الخطبة فقد أعرضت في المسألة، أعتق النسمة، وفك الرقبة، فقال: أوليسا واحدا يا رسول؟ قال: لا، عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها، وعليك بالفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم يكن ذلك، فأطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وأنه
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»