تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٦٩
* (فيضاعفه له وله أجر كريم (11) يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم (12) يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من) وقوله تعالى: * (فيضاعفه له) قرئ برفع الفاء ونصبها، فبالرفع هو معطوف على قوله: * (يقرض) وبالنصب يكون على جواب الاستفهام بالفاء.
وقوله: * (وله أجر كريم) أي: حسن.
قوله تعالى: * (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم) قال الحسن البصري: على الصراط. وعن ابن مسعود قال: نور كل إنسان على قدر عمله، فمنهم من نوره كالجبل العظيم، ومنهم من نوره كنخلة، ومنهم من نوره على إبهامه ينطفي مرة ويتقد أخرى. وفي بعض الأخبار: أن نورهم ما بين صنعاء إلى عدن. يعني: في القدر. وعن ابن عباس في رواية الضحاك قال: الصراط في دقة الشعرة، وحدة (الشفرة)، والمؤمنون يمرون عليه نورهم من بين أيديهم، بعضهم كالبرق، وبعضهم كالريح، وبعضهم كالطير، وبعضهم (كحضرة) الفرس.
وقوله تعالى: * (وبأيمانهم) أي: النور بأيمانهم.
وقوله: * (بشراكم اليوم) أي: بشارتكم اليوم * (جنات تجري من تحتها الأنهار).
وقوله: * (خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم) أي: النجاة [العظيمة].
قوله تعالى: * (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا) من الإنظار، وأشهر القراءتين هي الأولى، ومعناه: انظرونا. وأما بنصب الألف فمعناه: اصبروا لنا، قال الشاعر:
(أبا هند فلا تعجل علينا * وأنظرنا نخبرك اليقينا)
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»