فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذهم أخذ عزيز مقتدر أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر وقوله * (فذوقوا عذابي ونذر) قد بينا.
وقوله تعالى: * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) قد ذكرنا.
وقوله: * (ولقد جاء آل فرعون النذر) يعني: موسى وهارون، ويقال: جاءهم الإنذار.
وقوله: * (كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) أي: قوي قادر، وقد بينا معنى العزيز القادر.
قوله تعالى: * (أكفاركم خير من أولئكم) معناه: أكفاركم خير من الكفار الذين كانوا قبلكم، يعني: ليسوا بخير منهم، فكما أهلكناهم فسنهلك هؤلاء.
وقوله: * (أم لكم براءة في الزبر) أي: براءة من الكتب أنا لانهلككم كما أهلكنا من قبلكم.
وقوله: * (أم يقولون نحن جميع منتصر) يعني: أيقولون نحن جميع ينصر بعضنا بعضا، أو ننتصر من أعدائنا. وفي المغازي أنه لما كان يوم بدر خرج أبو جهل على قدميه، وهو يقول: نحن جميع منتصر، فأنزل الله تعالى قوله: * (سيهزم الجمع ويولون الدبر)، قال عمر: فرأيت النبي يثب في درعه، ويقول: ' سيهزم الجمع ويولون الدبر '. وفي بعض التفاسير: أن عمر رضي الله عنه قال: نزل قوله تعالى: * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) ولم أعرف تأويله، حتى كان يوم بدر فرأيت النبي