((28) * فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29) فكيف كان عذابي ونذر (30) إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر (31) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (32) كذبت قوم لوط بالنذر (33) إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر (34)) * * وقوله: * (فتعاطى فعقر) أي: ارتكب المعصية فعقر الناقة. والعقر: هو القتل. وفي الخبر: ' أفضل الجهاد من أريق دمه وعقر جواده '.
وقوله: * (فكيف كان عذابي ونذر) قد بينا.
قوله تعالى: * (إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة) في القصة: أن جبريل عليه السلام قام في جانب قريتهم، وصاح عليهم صيحة واحدة، فماتوا جميعا.
وقوله: * (فكانوا كهشيم المحتضر) الهشيم ما يبس من النبات والشجر، والهشيم هاهنا: ما تناثر من التراب عن الجواد، يعني: صاروا كذلك.
وقوله: * (المحتضر) وفرئ: ' المحتضر ' بفتح الظاء. قال أهل المعاني: هو أن يأخذ الراعي حظيرة حوالي غنمه من شوك وشجر، فإذا يبس وتناهى في اليبس تكسر وتشتت، فشبهم حين هلكوا بذلك. وأما المحتضر هو الذي يتخذ الحظيرة، والمحتضر بالفتح هو المتخذ.
قوله تعالى: * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) أي: متعظ. قال قتادة: هل من طالب خير فيعان عليه.
قوله تعالى: * (كذبت قوم لوط بالنذر) فإن قيل: كيف قال: * (بالنذر) ولوط كان واحدا؟ قلنا: لأن من كذب واحدا من الرسل، فكأنه كذب جميع الرسل.
قوله تعالى: * (إنا أرسلنا عليهم حاصبا) أي: ريحا ذات حصباء، وهي الحجارة.
قوله: * (إلا آل لوط نجيناهم بسحر) هو لوط وابنتاه. وفي الخبر: أنه وأعنزة بين