* (يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب (34) الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار (35) وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي) * * وقوله: * (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) أي: مسرف على نفسه بالكفر والظلم، والمرتاب هو الشاك.
قوله تعالى: * (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم) فمعنى المجادلة هو المجادلة بالتكذيب، ومعنى السلطان هو الحجة.
وقوله: * (كبر مقتا) أي: كبر جدالهم مقتا، وفي التفسير: أنه يمقتهم الله تعالى، ويمقتهم الملائكة والأنبياء، ويمقتهم المؤمنون، وهو معنى قوله: * (عند الله وعند الذين آمنوا).
وقوله: * (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) فالقراءة الأولى على الإضافة، والطبع على القلب هو الختم عليه حتى لا يدخله الحق.
وأما القراءة الثانية فهي على وصف القلب بالتكبر، يقال: قلب متكبر أي: صاحبه متكبر، وقرأ ابن مسعود: ' على قلب كل متكبر جبار '.
قوله تعالى: * (وقال فرعون يا هامان) قال الحسن البصري: كان هامان صاحب شرط فرعون، فكان من همدان، أورده أبو الحسن بن فارس في تفسيره.
وقوله: * (ابن لي صرحا) أي: قصرا عاليا، ويقال: إن أول من طبخ اللبن حتى صار آجرا هو هامان، فعله لفرعون. وفي تفسير النقاش: أن هامان استعمل خمسين ألف إنسان في البناء سوى من يطبخ الآجر، ومن يعمل في الخشب وغيره.
ويقال: إنه عمل في بناء الصرح سبع سنين، وكان فرعون يصعد عليه راكبا، ثم إن الله تعالى بعث ريحا عاصفا فجعله ثلاث قطع، فألقى قطعة في البحر، وقطعة بالهند، وقطعة ببلاد المغرب.