تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٠٧
* (من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون (48) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك) * * وانكسرت الأقفال، وسجدت له السباع حتى وصل إلى قصر فرعون، فهذه الآية الأولى، ثم إنه لما أحضر فرعون السحرة وألقوا العصا والحبال، وهي شبه الحيات الكبار في أعين الناس ثم ألقى موسى العصا التي كانت معه، وتلقفت جميع الحبال والعصي على ما هو المعروف في القصة، فهذه الآية أعظم من الأولى. وزعم بعضهم أن الآيات كلها سواء في الإعجاز والدلالة، إلا أنه سمى الآية الحاضرة أكبر من الذاهبة لحضور هذه الآية وذهاب تلك. وهذا كالرجل يقول في علة تصيبه: ما مرت بي علة مثل هذه العلة، وإن كان قد مرت عليه علل هي أكبر منها أو مثلها، ولكنه يقول هذا القول (لحضور) هذه العلة وذهاب تلك العلة. ومنهم من قال: المراد من الآيات قوله تعالى: * (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم) وما من آية أظهرها بعد آية إلا وهي أكبر من الأولى، وما ذكرناه من القول الأول هو الأحسن في المعنى.
وقوله: * (وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون) أي: إلى الله تعالى.
قوله تعالى: * (وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون) فإن قيل: كيف قالوا: يا أيها الساحر ثم قالوا: إننا لمهتدون بك [ولا يهتدي أحد] بالساحر؟ والجواب: أن الساحر عندهم هو العالم، ومعنى قوله * (يا أيها الساحر) أي: يا أيها العالم، وهذا قول الكلبي وغيره. وقال الزجاج: قالوا يا أيها الساحر على ما (كانوا) من قولهم له. وقال بعضهم: إنما قالوا ذلك على طريق الاستهزاء والسخرية ولم يكونوا اعتقدوا أن يؤمنوا به.
وقوله: * (بما عهد عندك) إنما قالوا ذلك لأن موسى قال لهم: إن آمنتم كشف الله عنكم هذه العقوبة، وهذا مذكور في سورة الأعراف على ما سبق.
(١٠٧)
مفاتيح البحث: سورة الأعراف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»