* (قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار (60) قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار (61) وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار (62) اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار (63) إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) * * وقوله: * (إنهم صالوا النار) أي: داخلوا النار معكم، قوله تعالى: * (قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم) يعني: قال الأتباع للقادة بل أنتم لا مرحبا بكم.
وقوله: * (أنتم قدمتموه لنا) أي: قدمتم هذا العذاب لنا بدعائكم إيانا إلى الضلالة والكفر، وقوله: * (فبئس القرار) أي: فبئس دار القرار النار.
وقوله تعالى: * (قالوا ربنا من قدم لنا هذا) أي: قال الأتباع: ربنا من قدم لنا هذا؟ وقوله: * (فزده عذابا ضعفا في النار) أي: ضاعف عليه العذاب في النار.
قوله تعالى: * (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) قال ابن عباس: يقول أبو جهل وذووه حين يدخلون النار: أين بلال؟ أين عمار؟ أين خباب؟ وفلان وفلان؟
وعن بعضهم قال: أهل النار يقولون هذا حين يفقدون أهل الجنة.
وقوله: * (كنا نعدهم من الأشرار) قال بعضهم: من الأرذال، وقال بعضهم: كنا نعدهم من شرار قومنا؛ لأنهم قد تركوا دين آبائهم.
قوله تعالى: * (اتخذناهم سخريا) أي: كنا سنخر منهم، وقرئ: ' اتخذناهم سخريا ' على الاستفهام، قال أهل المعاني: والقراءة الأولى أولى، لأنهم قد علموا حقيقة الأمور في القيامة، فلا يتصور منهم الاستفهام، وقال الفراء: الألف في قوله: * (اتخذناهم) ألف التوبيخ والتعجب، والعرب تذكر مثل هذه الألف على طريق التوبيخ والتعجب.
وقوله: * (أم زاغت عنهم الأبصار) أي: مالت عنهم الأبصار، ومعناه: أنهم معنا في النار ولا نراهم.