تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٣٣
(* (24) قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون (25) قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم (26) قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم (27) وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس) * * بل أحدنا على الهدى، والآخر على الضلالة، ثم المهتدى من الفريقين معلوم، والضال من الفريقين معلوم، وهذا القول قريب من الأول، وهو حسن.
قوله تعالى: * (قل لا تسألون عما أجرمنا) أي: عن جرمنا.
وقوله: * (ولا نسأل عما تعملون) أي: عن عملكم من الكفر والمعاصي.
قوله تعالى: * (قل يجمع بيننا ربنا) يعني: يوم القيامة.
وقوله: * (ثم يفتح بيننا) أي: يحكم بيننا، والعرب تسمي الحاكم فتاحا، وقد ذكرنا.
وقوله: * (وهو الفتاح العليم) ظاهر. ويقال: هو الحاكم العالم بوجوه المصلحة.
قوله تعالى: * (قل أروني الذين ألحقتهم به شركاء) أي: ألحقتموهم بالله شركاء.
وقوله: * (أروني) أي: أعلموني ماذا خلقوا؟ وماذا صنعوا؟
وقوله: * (كلا) يعني: فإن لم تجيبوا بالحق، فقل: كلا أي: ليس الأمر على ما زعمتم.
وقوله: * (بل هو الله العزيز الحكيم) أي: الغالب على أمره، الحكيم في تدبيره.
قوله تعالى: * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) أي: جامعا بالإنذار والإبلاغ. وقيل: وما أرسلناك إلا للناس كافة، على التقديم والتأخير، وقد ثبت عن النبي أنه قال: ' بعثت إلى الأحمر والأسود '.
وعن ابن زيد: كافة للناس أي: كافا للناس عن الكفر، والهاء للمبالغة.
وقوله: * (بشيرا ونذيرا) أي: مبشرا ومنذرا.
وقوله: * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أي: لا يعلمون أنك نبي. وفي بعض التفاسير: أن أجل فائدة للعباد من الله هو العلم والقدرة؛ لأن بهما يكتسب الإنسان
(٣٣٣)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، العزّة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»