* (فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا (13) ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا (14) ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا) * * وقوله: * (فارجعوا) أي: ارجعوا عن أتباع محمد، وخذوا أمانكم من المشركين.
وقوله: * (ويستأذن فريق منهم النبي) هؤلاء بنو سلمة وبنو حارثة، وقيل: غيرهم.
وقوله: * (يقولون إن بيوتنا عورة) أي: ذات عورة، وقيل: معورة يسهل عليها دخول السراق، ويقال: إن بيوتنا عورة أي: ضائقة، وقال الفراء: عورة ذليلة الحيطان، وليست بحريزة، وقرئ في الشاذ: ' عورة ' بفتح العين وكسر الواو، والمعنى يرجع إلى ما بينا.
وقوله: * (وما هي بعورة) يعني: إنهم كاذبون في قولهم، وإنما يريدون الفرار، فهو معنى قوله تعالى: * (إن يريدون إلا فرارا) وأنشدوا في العورة:
(حتى إذا ألقت يدا في كافر * وأجن عورات الثغور ظلامها) قوله تعالى: * (ولو دخلت عليهم من أقطارها) أي: من نواحيها.
وقوله: * (ثم سئلوا الفتنة) أي: الشرك، ويقال: القتال في العصبية.
وقوله: * (لآتوها) بالمد، وقرئ: ' لأتوها '، فقوله ' لآتوها ' بالمد أي: لأعطوها، وقوله: ' لآتوها '. أي: [لقصدوها].
وقوله: * (وما تلبثوا بها إلا يسيرا) أي: ما احتسبوا إلا يسيرا، وأعطوا ما طلب منهم طيبة بها أنفسهم.
قوله تعالى: * (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار) الأدبار: جمع