* (مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (18) أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات) * * قوله تعالى: * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) وقرئ: ' قرأت أعين '.
وقد ثبت عن النبي برواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي قال: ' يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم قوله تعالى: * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) '.
قال الشيخ الإمام: أخبرنا بهذا بالحديث أبو علي الشافعي، أخبرنا أبو الحسن بن [فراس] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن المقرئ، أخبرنا جدي محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد.. الخبر.
وقوله: * (من قرة أعين) أي: ما تقر به أعينهم، وحكى النقاش في تفسيره عن موسى بن يسار قال: يمكث المؤمن في الجنة مع زوجته حينا، فتطلع عليه أخرى، فتقول له: أما آن يكون لنا منك دولة؟ فيقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا من الذين قال الله تعالى: * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) فينتقل إليها ويمكث معها حينا، فتشرف عليه أخرى، وتقول مثل ما قالت الأولى، فيقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا من الذين قال الله تعالى: * (ولدينا مزيد).
وعن ابن سيرين قال: ما أخفي لهم من قرة أعين: هو النظر إلى الله تعالى. (وعن بعضهم) قال: أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم.
قال الحسن البصري: الخفية بالخفية، والعلانية بالعلانية.
وقوله: * (جزاء بما كانوا يعملون) ظاهر المعنى.