تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٩
3 * (واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين (32) قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (33) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (34)) * * معناه: ضع يدك على صدرك. والجناح: اليد، قال: وما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه. وذكر الفراء في كتابه: أن الجناح هاهنا هو لعصا، ومعناه: اضمم إليك عصاك. ومن المعروف أن الجناح هو العضد، وقيل: جميع اليد، وقيل: ما تحت الإبط، والخائف إذا ضم إليه يده خف خوفه. وعن أبي عمرو بن العلاء أن الرهب هو الكم به، فيكون معنى الآية على هذا: واضمم إليك عصاك ويدك التي في كمك فقد جعلناها آيتين لك، ويقرأ: ' من الرهب ' وقيل: الرهب والرهب بمعنى واحد كالرشد والرشد، والمعنى الظاهر فيه أنه الخوف.
وقوله: * (فذاناك برهانان من ربك) أي: آيتان وحجتان من ربك.
وقوله: * (إلى فرعون وملئه) يعني: وأتباعه.
وقوله: * (إنهم كانوا قوما فاسقين) أي: خارجين عن الطاعة.
وقوله تعالى: * (قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) يعني: القبطي.
وقوله: * (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا) قال أهل التفسير: كان في لسان موسى عقدة من الوقت الذي أخذ بلحية فرعون، وأخذ الجمرة بعد ذلك وألقاه في فيه على ما ذكرنا من قبل.
وقوله: * (فأرسله معي ردءا) أي: عونا. * (يصدقني) أي مصدقا لي، وقرئ: ' يصدقني ' بسكون القاف أي: إن كذبوني هو يصدقني.
وقوله: * (إني أخاف أن يكذبون) يعني: فرعون وقومه.
(١٣٩)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الخوف (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»