* (ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار (22) جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23)) * * المعاصي وقيل: صبروا عن شهوات الدنيا ولذاتها.
وقوله: * (يدرءون بالحسنة السيئة) يعني: يدفعون السيئة بالحسنة، وهو معنى قوله: * (إن الحسنات يذهبن السيئات) ومعنى قوله عليه السلام: ' إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها '. وفي الآية قول آخر وهو أن السيئة: الذنب. والحسنة: التوبة. ومعناه: يدفعون الذنب بالتوبة وفي الخبر: ' ما من شيء أدرك لشيء من توبة حديثة لذنب قديم '.
قوله: * (أولئك لهم عقبى الدار) أي: الجنة، ومعناه: لهم عاقبة دار الثواب. قوله: * (جنات عدن يدخلونها) أي: بساتين [للإقامة].
وقوله: * (يدخلونها) معناه معلوم. وقوله: * (ومن صلح من آبائهم) أي: ويدخلها من صلح من آبائهم * (وأزواجهم وذرياتهم) وفي الخبر: أن المؤمن يدخل الجنة، فيرى ذريته فيها، فيقول: متى دخلتم فيها؟ فيقولون: نحن منذ قديم ننتظرك، والله أعلم.
وقوله: * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) يعني: من أبواب الجنة، وقيل: من أبواب القصور. وقوله: * (سلام عليكم) يعني: يسلمون عليهم سلاما، وقيل: يقولون: قد سلمكم الله من الآفات التي كنتم تخافونه منها، وفي الآثار أنهم - يعني: الملائكة - يأتون بالتحف والهدايا من الله تعالى بقدر كل يوم من أيام الدنيا [ثلاث] عشرة مرة. وقوله: * (بما صبرتم) قد بينا. وقوله: * (فنعم عقبى الدار) أي: نعم عاقبة الدار.