تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٦٩
* (والأرض وهو السميع العليم (4) بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون (5) ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناهم أفهم يؤمنون (6) وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (7) وما) * * قوله تعالى: * (بل قالوا أضغاث أحلام) أي: تهاويل أحلام، ويقال: أخلاط أحلام، ويقال: ما لا تأويل له ولا تفسير.
قال الشاعر:
(أحاديث [طسم] أو سراب بقيعة * ترقرق للساري وأضغاث حالم) وقوله: * (بل افتراه) أي: اختلقه.
وقوله: * (بل هو شاعر) أي: مثل أمية بن الصلت ومن أشبه، والمراد من الآية: بيان تناقضهم في قولهم، وأنهم غير مستقرين على شيء واحد.
وقوله: * (فليأتنا بآية كما أرسل الأولون) بالآيات، وطلبوا آية مثل الناقة أو عصا موسى، ويد موسى، وما أشبه ذلك، وقد كان الله تعالى بين الآيات سوى ما طلبوا.
قوله تعالى: * (ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها) معناه: ما آمنت قبلهم من أهل قرية طلبوا آية فأعطوا، أي: أعطيناهم الآية، ولم يؤمنوا. وقوله: * (أهلكناها) أي: حكمنا بهلاكها.
وقوله: * (أفهم يؤمنون) معناه: كما لم يؤمن أولئك، فلا يؤمن هؤلاء.
قوله تعالى: * (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) يعني: أنا لم نرسل الملائكة قبلك إلى الأولين، فنرسل ملكا إلى قومك.
وقوله: * (فاسألوا أهل الذكر) الأكثرون على أن المراد بأهل الذكر مؤمنو أهل
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»