تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٦٤
* (وأطراف النهار لعلك ترضى (130) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه وزرق ربك خير وأبقى (131) وأمر أهلك بالصلاة) * * قبل غروب الشمس، وقبل طلوعها فافعلوا، ثم قرأ هذه الآية: * (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها). قال الشيخ الإمام: أخبرنا بهذا المكي بن عبد الرزاق، قال: أخبرنا جدي أبو الهيثم، قال: حدثنا الفربري، قال: نا البخاري رضي الله عنه، قال: نا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحميد الضبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن جرير...... الحديث.
قوله: * (لعلك ترضى) أي: لعلك ترضى ثوابه، وقرئ: ' لعلك ترضى ' على ما لم يسم فاعله، أي: تعطى ثوابه.
قوله تعالى: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) روي عن أبي رافع ' أن النبي نزل به ضيف، ولم يكن عنده شيء، فبعث إلى يهودي يستقرض منه طعاما، فأبى إلا برهن، فرهن منه درعه وحزن منه، فأنزل الله تعالى هذه الآية '.
وقوله: * (أزواجا منهم) أي: رجالا، وقيل: أضيافا منهم.
وقوله: * (زهرة الحياة الدنيا). (زينة الحياة الدنيا، وقيل: زهرة الحياة الدنيا) بهجتها وحسنها، وما تروق الناظر منهما.
وقوله: * (لنفتنهم فيه) أي: نوقعهم في الفتنة بسببه.
وقوله: * (ورزق ربك خير وأبقى) أي: خير لك في الآخرة، وأبقى بركة في الدنيا.
وروي عن أبي بن كعب أنه قال: من لم يتعز بعز الله تعالى تقطعت نفسه حسرات، ومن يتبع بصره ما في أيدي الناس يطل حزنه، ومن ظن أن نعمة الله تعالى
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»