* (السامري (87) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي (88) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا (89)) * * وقوله: * (فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار) في القصة: أن النار لما أخلصت الذهب والفضة جاء السامري، وألقى فيه قبضة من التراب، أخذها من تحت حافر فرس جبريل - عليه السلام - وقال: كوني عجلا له خوار، فصار عجلا يخور.
وقوله: * (جسدا) قيل: جسدا لا رأس له، وقيل: جسدا لا يضر ولا ينفع، وقال الخليل: العرب تسمي كل ما لا يأكل ولا يشرب جسدا، وكان العجل لا يأكل ولا يشرب ويصيح، والقول الأول أضعف الأقوال، واختلفوا في الخوار: فالأكثرون أنه صوت عجل حي، وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة وجماعة، وقال مجاهد: هو صوت حفيف الريح، كانت تدخل في جوفه وتخرج، وهو قول ضعيف.
وقوله: * (فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي) فيه قولان: أحدهما: أن هذا إلهكم وإله موسى، تركه موسى هاهنا، وذهب يطلبه.
والثاني: معناه: فنسي السامري الإيمان بالله، أي: ترك. وقيل: فنسي موسى أن يذكر لكم أن هذا هو الإله.
وقوله: * (أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا) في بعض التفاسير: أن العجل خار خوارا واحدا، ولم يعد، فهو معنى قوله: * (ألا يرجع إليهم قولا) وقال بعضهم: لا يجيبهم إذا دعوه.
وقوله: * (ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا) ظاهر المعنى.
فإن قيل: السامري كان كافرا، وهذا الذي ظهر على يده معجزة، فكيف يجوز أن تظهر المعجزة على يد كافر؟ والجواب: أن ذلك كان لفتنة بني إسرائيل وابتلائهم.
وعند أهل السنة هذا جائز، ولا نقول: هو معجزة، ولكنه محنة وفتنة.
وفي بعض الآثار: أن هارون مر على السامري، وهو يصوغ العجل، فقال له: