تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٤٦
* (من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (81) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (82) وما أعجلك عن قومك يا موسى (83) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب) * * وقوله: * (ولا تطغوا فيه). أي: لا تكفروا النعمة، ويقال: لا تخلطوا الحرام بالحلال، وعن ابن عباس: لا تدخروا ثم لا تدخروا فتدود، ولولا ما صاموا لم يتود طعام.
وقوله: * (فيحل عليكم غضبي) قرىء بالكسر والرفع، أما بالكسر فيجب، وأما بالرفع فينزل.
وقوله: * (ومن يحلل عليه غضبي) أي: ينزل عليه، وقرئ: ' ومن يحلل ' أي: يجب.
وقوله: * (فقد هوى) أي: هلك، وعن شفي بن ماتع الأصبحي قال: هوى واد في جهنم يهوي فيه أربعين خريفا، ومعنى الآية أي: وقع فيه.
قوله تعالى: * (وإني لغفار لمن تاب) أي: من الشرك. * (وآمن) أي: آمن بالله.
وقوله: * (وعمل صالحا) أي: أدى الفرائض.
وقوله: * (ثم اهتدى) فيه أقوال: قال ابن عباس: لم يشك في إيمانه وعن قتادة قال: مات على الإيمان. وعن سعيد بن جبير: لزم السنة والجماعة. وقال بعضهم: أخلص، وقال بعضهم: عمل (بعمله) وعن ثابت البناني قال: تولى أهل البيت.
قوله تعالى: * (وما أعجلك عن قومك يا موسى) في القصة: أنه لما جاء مع السبعين الميعاد تعجل بنفسه، وخلف السبعين وراءه، فقال الله تعالى له: * (وما أعجلك عن قومك يا موسى) أي شيء حملك على العجلة؟
وقوله: * (قال هم أولاء على أثري) أي: يأتوني خلفي.
وقوله: * (وعجلت إليك رب لترضى) أي: لتزداد رضا، وعن بعض السلف: أنه
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»