* (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا (65)) * * إلى آخر الآية. فقال آدم: يا رب، أنت سلطت إبليس علي وعلى ذريتي، وإني لا أستطيعه إلا بك فمالي، فقال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظونه، فقال: زدني، فقال: الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، فقال: زدني. فقال: التوبة معروضة ما دام الروح في الجسد، فقال: زدني، فقال: * (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم...) الآية '. وفي هذا الخبر ' أن إبليس قال: يا رب، بعثت أنبياء، وأنزلت كتبا، فما قرآني؟ قال: الشعر. قال: فما كتابي؟ قال: الوشم. قال: فما طعامي؟ قال: كل طعام ما لم يذكر عليه اسم الله. قال: فما شرابي؟ قال: كل مسكر. قال: فما حبائلي؟ قال: النساء. قال: فما آذاني؟ قال المزمار. قال: فما بيتي؟ قال: الحمام. قال: فما منتصبي؟ قال: السوق '. والخبر غريب جدا، والله أعلم.
فإن قال قائل: كيف يأمر الله تعالى بهذه الأشياء، وهو يقول: * (إن الله لا يأمر بالفحشاء) والجواب: أن هذا أمر تهديد ووعيد، وهو مثل قوله تعالى: * (اعملوا ما شئتم) وكالرجل يقول لغيره: افعل ما شئت فسترى، ومثل هذا يكثر.
قوله تعالى: * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) قد بينا، وقد قيل إن معناه: ليس لك عليهم سلطان في أن تحملهم على ذنب لا أقبل توبتهم منه.
وقوله: * (وكفى بربك وكيلا) أي: حافظا، أو من يوكل إليه الأمر.