تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٩
* (عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من) * * الله تعالى قبل أن يواقع المعصية. وفي بعض الآثار: ' أن يوسف أعطي شطر الحسن '. وهو غريب، وقيل: إنه انتزع إلى جدته سارة، وكانت سارة أعطيت سدس الحسن.
وقوله: * (لامرأته) قيل: كان اسمها: راغيل. وقيل: كان اسمها: زليخة.
وقوله: * (أكرمي مثواه) معناه: أكرميه في المطعم والملبس والمقام. والمثوى في اللغة: موضع الإقامة، ويقال: ثوى بالمكان إذا أقام.
وقوله * (عسى أن ينفعنا) يعني: نبيع بالربح إن أردنا البيع، أو ينفعنا بالخدمة إن لم نبعه. وقوله * (أو نتخذه ولدا) يعني: أو نعتقه ونتبناه. وقد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه برواية أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عنه أنه قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف حين قال لامرأته: ' أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا ' وابنة شعيب في موسى - عليه السلام - حيث قالت: ' يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ' [وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما] حيث استخلفه.
وقوله: * (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض) معناه: كما خلصناه من الهلاك ونجيناه من ظلمة البئر كذلك مكناه في الأرض؛ والأرض هاهنا: أرض مصر، وقوله: (* (مكناه)) أي (بالتهليل) وبسط اليد ورفع المنزلة إلى أن بلغ ما بلغ.
وقوله: * (ولنعلمه من تأويل الأحاديث) قد بينا من قبل. وقوله: * (والله غالب على أمره) فيه قولان؛ أحدهما: أن الله غالب على أمره لا يمنعه منه مانع، ولا يرده عما يريد راد.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»