* (يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد (105)) عند الناس.
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما أنه قال: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، لا يدري أحدكم ما مضى منها وكم بقي.
وقوله: * (يوم يأت) وقرئ: ' يوم يأتي ' بالياء. وحكى الخليل وسيبويه أن العرب تقول: لا أدر، أي: لا أدري. وذكر الفراء أن العرب تجتزيء بالكسرة عن الياء بعدها. وقوله: * (لا تكلم نفس إلا بإذنه) في الآية سؤال معروف وهو: أن الله تعالى قد قال في (موضع) آخر: * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) وقال هاهنا: * (لا تكلم نفس إلا بإذنه) فكيف وجه التوفيق بينهما؟
الجواب: قد ذكرنا أن في القيامة مواقف؛ ففي موقف يتكلمون ويتساءلون، وفي موضع يسكتون ولا يتكلمون، وفي موقف يختم على أفواههم وتتكلم جوارحهم، وقيل غير هذا، وقد بينا.
وقوله: * (فمنهم شقي وسعيد) الشقاوة: قوة أسباب البلاء، والسعادة: قوة أسباب النعمة. ومعنى الآية هاهنا عند أهل السنة: فمنهم شقي سبقت له الشقاوة، ومنهم سعيد سبقت له السعادة.
وفي الأخبار المسندة: أن عبد الرحمن بن عوف لما حضرته الوفاة أغمي عليه، فلما أفاق قال: أتاني ملكان فظان غليظان وجراني وقالا: تعال نحاكمك إلى العزيز الأمين، قال: فلقيهما ملك وقال: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، فقال لهما: خليا عنه، فإنه ممن سبقت له السعادة في الذكر الأول.