تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
* (رحيم (102) خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم (103)) * * النهر، فوقعوا في النهر، فخرجوا وقد ذهب عنهم السوء، فسألت عن أولئك القوم، فقيل لي: أما المدينة فهي الجنة، [وهذاك] منزلك، وهؤلاء القوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؛ فتجاوز الله عنهم '.
وأما قوله تعالى: * (عسى الله أن يتوب عليهم) قال الحسن البصري وغيره: عسى من الله واجب. فلما نزلت هذه الآية أمر رسول الله أن يحل أولئك القوم من السواري.
وروي عن أبي عثمان النهدي أنه قال: أرجي آية في القرآن هذه الآية.
* (إن الله غفور رحيم).
قوله تعالى: * (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) قال أهل التفسير: لما تاب الله على أولئك القوم جاءوا بأموالهم إلى النبي وقالوا: خذها صدقة لله، فأبى أن يأخذها، فأنزل الله تعالى هذه الآية: * (خذ من أموالهم). وقوله: * (تطهرهم) أي: من الذنوب. وقوله: * (وتزكيهم بها) أي: وترفعهم بها من منازل المنافقين إلى منازل المخلصين * (وصل عليهم) وادع لهم * (إن صلاتك سكن لهم) أي: دعاؤك سكن لهم، أي: سكون لهم، أي: دعاؤك سكن لهم وطمأنينة وتثبيت.
وقد قال بعض أهل العلم: إنه يجب على الإمام أن يدعو للذي جاء بالصدقة. وقال بعضهم: يستحب، ولا يجب. وقال بعضهم: يجب في الفرض ويستحب في النفل. وقال بعضهم: يجب على الإمام أن يدعو للمعطي، ويستحب للفقير أن يدعو. ومنهم من قال: إن التمس المعطي أن يدعو له يجب؛ وإلا فلا يجب.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»