تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٥٥
* (بالآخرة وهم بربهم يعدلون (150) قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به) * * فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها) وكأن قوله: * (لو شاء الله ما أشركنا) أي: هو الذي أمرنا بالشرك؛ فالرد في هذا لا في حصول الشرك بمشيئته، فإنه حق وصدق، وبه يقول أهل السنة.
* (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا) أي: من كتاب، فتخرجوه لنا حتى يظهر ما تدعون على الله (من أمره بالشرك) * (إن تتبعون إلا الظن) يعني: أنكم تقولون ما تقولون ظنا لا عن بصيرة * (وإن أنتم إلا تخرصون) أي: تكذبون * (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين).
قوله - تعالى -: * (قل هلم شهداءكم) أي: ائتوا بشهدائكم * (الذين يشهدون أن الله حرم هذا) هذا راجع إلى ما تقدم من تحريمهم الأشياء على أنفسهم بغير أمر الله، وادعوا أنه من أمر الله.
* (فإن شهدوا فلا تشهد معهم) يعني: فإن شهدوا كاذبين، فلا تشهد معهم * (ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون) أي: يشركون.
قوله - تعالى -: * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) لأنهم سألوه أيش الذي حرم الله - تعالى -؟ فنزل قوله - تعالى -: * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) فإن قال قائل: الله - تعالى - ما حرم ترك الشرك بل أمر ربه، فما معنى قوله: * (ألا تشركوا به شيئا)؟.
فيه جوابان: أحدهما: أن قوله ' لا ' صلة، وتقديره ': أن تشركوا؛ فعلى هذا استقام الكلام.
والثاني: أن قوله: * ([تعالوا] أتل ما حرم ربكم) كلام تام. (ثم) قوله:
(١٥٥)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)، الشهادة (4)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»