* (إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا (90) ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم) * * (مؤمنة) أكثر المفسرين وهو قول الحسن، وقتادة، ومجاهد وجماعة: أن المراد به: وإن كان من [نسب] قوم عدو لكم وهو مؤمن، ومعناه المؤمن يكون في دار الإسلام، وقرابته في دار الحرب، فيقتل خطأ، قالواجب بقتله الكفارة، ولا دية؛ لأنها إذا سلمت إلى قرابته يقووا بها على المسلمين، والأصح والذي عرفه الفقهاء أن المراد به: المؤمن الذي أسلم في دار الحرب، فيقتله من لم يعلم إسلامه، فالواجب فيه الكفارة، دون الدية.
* (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) هذا في أهل الذمة والمعاهدين * (فدية مسلمة إلى أهله) يعني: على القدر الذي اختلف فيه * (وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله) يعني: ليتوبوا إلى الله * (وكان الله عليما حكيما).
قوله تعالى * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) نزلت الآية في مقيس بن ضبابة الليثي، أسلم وأخوه هشام، ثم وجد أخاه مقتولا في بني النجار؛ فجاء إلى النبي في ذلك، فبعث معه رجلا فهربا إلى بني النجار، وأمرهم أن يدفعوا إليه قاتل أخيه، أو يسلموا الدية، فجاءا إليهم، وبلغا الرسالة فقالوا: سمعا وطاعة لرسول الله، والله ما نعرف القاتل، وساقوا الدية إليه مائة من الإبل؛ فلما رجعا أقبل مقيس وقتل الفهري، واستاق الإبل، ولحق بمكة وارتد، وقال الشعر:
(قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بني النجار أرباب فارع) (فأدركت ثأري واضطجعت موسرا * وكنت إلى الأوثان أول راجع) فنزلت الآية فيه، وهو الذي أمر النبي بقتله؛ فجاء الجماعة الذين عينهم