* (أما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير (29) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد (30) قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) * * لمصير) أي: المرجع.
قوله تعالى: * (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله) أي: يجازى عليه * (ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا) أي: محضر لها ما عملت من الخير والشر، فتسر بما عملت من الخير.
* (وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) أي: غاية مديدة، قال السدي: ما بين المشرق والمغرب. وفي الأخبار: أن الأعمال يؤتى بها يوم القيامة على صور فما كان منها حسنا، فعلى الصورة الحسنة، وما كان قبيحا، فعلى الصورة القبيحة.
* (ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) ومن رأفته أن حذرهم، ورغبهم ورهبهم، ووعدهم وأوعدهم.
قوله تعالى: * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) في سبب نزول هذه الآية قولان: أحدهما: أنه خطاب لليهود والنصارى من وفد نجران، وذلك أنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، فنزل قوله: * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم) والثاني: أنه خطاب لمشركي قريش؛ فإنه رآهم يعبدون الأصنام؛ فقال لهم: ' خالفتم ملة أبيكم إبراهيم، فقالوا: إنما نعبدهم تقربا إلى الله؛ فإنا نحبه؛ فنزل قوله تعالى: * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم