تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٠٩
* (إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير (28) قل إن تخفوا) وقرئ: تقية، ومعناهما واحد، يعني: إلا أن يقع في أيديهم، فيخافهم، فيوافقهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا بأس به، ولكن لو صبر حتى قتل، فله من الأجر العظيم، ما الله به عليم.
وقد روى: ' أن مسيلمة الكذاب - لعنة الله - أخذ رجلين من أصحاب رسول الله وقال لأحدهما: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم، فقال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، تقية منه، فخلى سبيله. ثم قال للآخر: أتشهد أن محمد رسول الله فقال: نعم نعم نعم، قال أتشهد أني رسول الله، فقال: أنا أصم، فقتله؛ فبلغ ذلك رسول الله، فذكر درجة الذي صبر على القتل، وقال: إن الأول أخذ برخصة الله '.
وقد صح عن رسول الله: أنه قال: ' أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر '. وقال: ' إن فضل الشهداء بعد شهداء أحد: من قام إلى سلطان جائر وأمره بالمعروف، فقتله عليه '.
قوله - تعالى -: * (ويحذركم الله نفسه) أي: يخوفكم إياه * (وإلى الله
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»