* (اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (213) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى) * * وقيل: أراد به الناس في زمن إبراهيم كانوا على ملة الكفر.
* (فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه).
فإن قال قائل: كيف يحكم الكتاب؟ قيل قرأ عاصم الجحدري: ' ليحكم بين الناس ' بضم الياء فيكون الحكم من الأنبياء.
وأما قوله: * (ليحكم بين الناس) يعني: ليحكم الذين أوتوا الكتاب من النبيين.
وقوله تعالى: * (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه) يعني: أوتوا الكتاب. * (من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم) أي: حسدا وظلما. * (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) قال زيد بن أسلم: اختلفوا في القبلة، فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في الأيام، فاختار اليهود السبت، والنصارى يوم الأحد، فهدانا الله للجمعة، واختلفوا في عيسى، فقال بعضهم: كذاب. وقال بعضهم: ابن الله فهدانا الله لكونه نبيا عبدا، واختلفوا في إبراهيم، فادعاه كل فرقة فهدانا الله لكونه حنيفا مسلما.
وروى عن رسول الله أنه قال: ' نحن الآخرون السابقون، وأول الناس دخولا الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب قبلنا وأوتيناه من بعدهم، الناس لنا تبع، فاليوم لنا، يعني: الجمعة وغدا لليهود، وبعد غد للنصارى '.
* (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)