تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٤٤
* (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4)) * * (عليك مثل الذي صليت فاغتمضي * عينا فإن بجنب المرء مضطجعا) معنى قوله: صليت أي: مثل الذي دعوت.
وقيل: الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الناس الدعاء، وهي في الشريعة تشتمل على أفعال مخصوصة وعلى الثناء والدعاء.
قوله: * (ومما رزقناهم ينفقون) أما الرزق اسم لكل ما ينتفع به الخلق، فيدخل فيه الولد والعبد.
* (ينفقون) من الإنفاق، وأصله الإخراج، ومنه نفاق السوق؛ لأنه تخرج فيه السلعة ويقال: نفقت الدابة إذا خرجت روحها، فهذه الآية في المؤمنين من مشركي العرب.
قوله تعالى: * (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) وهذه الآية في المؤمنين من أهل الكتاب؛ لأنهم هم الذين آمنوا بالقرآن وسائر الكتب قبله، وقد روى في حديث صحيح عن النبي أنه قال: ' من آمن بالكتب المتقدمة وآمن بالقرآن يؤتى أجره مرتين '. وعليه دل نص القرآن * (أولئك يؤتون أجرهم مرتين).
وقوله: * (وبالآخرة هم يوقنون) فالآخرة هي دار الآخرة. وسميت الدنيا دنيا؛ لدنوها من الخلق، وسميت الآخرة آخرة؛ لتأخرها عن الخلق.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»