تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٦٧
* (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (168) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون (169) وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان) * * قوله تعالى: * (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض) حكى عن أبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي أنه سئل عن أكل الطين فقال: لا تأكل لأن الله تعالى قال: * (كلوا مما في الأرض) ولم يقل: كلوا من الأرض * (حلالا طيبا) فالحلال: كل ما أحله الشرع.
وفي الطيب قولان:
أحدهما: كل ما يستطاب ويستلذ فهو طيب. والمسلم يستطيب الحلال ويعاف الحرام.
وقيل: الطيب: الطاهر.
وقوله تعالى: * (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها قال مجاهد: هي خطايا الشيطان. وقال أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: هي النذور في المعاصي. والقول الثالث: هي كل أعمال الشيطان. واشتقاقها من الخطوة؛ لأن للخطا آثارا تبقى * (إنه لكم عدو مبين) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء) فالسوء: المعصية.
والفحشاء فيه قولان: أحدهما: أنه أراد به الزنا. وقيل: البخل، ومنه قول الشاعر:
(عقيلة مال الفاحش المتشدد *) أي: البخيل المتشدد * (وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) قوله تعالى: * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا) أي: وجدنا.
* (عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) معناه: كيف يتبعون
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»