(* (153) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون (154) ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس * * لم يكن عالما به، واختلفوا فيمن نزلت الآية فيه، منهم من قال: نزلت في اليهود وقيل: نزلت في المسلمين.
* (بشيء من الخوف) خوف العدو * (والجوع) بالقحط والجدب (ونقص من الأموال) بالخسران والهلاك * (والأنفس) بالمرض والشيب والموت * (والثمرات) بالجوائح، وقيل: بالأولاد؛ وذلك أنهم ثمرات القلوب، وحكمة الابتلاء بهذه الأشياء: حتى إذا صبروا عليه فكل من سمع به بعدهم؛ علم أنهم أنما صبروا عليه لما عرفوا من الحق.
* (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). قال سعيد بن جبير: كلمة الاسترجاع لم تعط [لأحد] من الأمم سوى هذه الأمة. ألا ترى أن يعقوب صلوات الله عليه لما ابتلي بفراق يوسف قال: * (يا أسفي على يوسف) ولم يقل: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ ومعناه: إنا لله ملكا وعبودية، وإنا إليه راجعون في القيامة، وإنما قيد بهذا لأن الأمر في القيامة يخلص لله تعالى.
وروي: ' أن رسول الله طفيء سراجه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقيل له في ذلك، فقال: كل ما أذى المؤمن فهو مصيبة له '.
قوله تعالى: * (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) ومعنى الصلوات هاهنا الرحمة بعد الرحمة؛ لأن الصلاة من الله: الرحمة. ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الناس الدعاء. قال الشاعر: