تفسير الواحدي - الواحدي - ج ٢ - الصفحة ٨٦٢
21 23 لم ينصرفو بعد * (وإن يأت الأحزاب) * يرجعوا كرة ثانية * (يودوا لو أنهم بأدون في الأعراب) * خارجون من المدينة إلى البادية في الأعراب * (يسألون عن أنبائكم) * أي يودوا لو أنهم غائبون عنكم يسمعون أخباركم بسؤالهم عنها من غير مشاهدة قال الله تعالى * (ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا) * رياء من غير حسبة ولما وصف الله تعالى حال المنافقين في الحرب وصف حال المؤمنين فقال 21 * (لقد كان لكم) * أيها المؤمنون * (في رسول الله أسوة حسنة) * سنة صالحة واقتداء حسن حيث لم يخذلوه ولم يتولوا عنه كما فعل هوص يوم أحد شج حاجبه وكسرت رباعيته فوقف ص ولم ينهزم ثم بين لمن كان هذا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال * (لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) * أي يخافهما 22 * (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا) * تصديقا لوعد الله تعالى * (هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله) * ووعد الله تعالى إياهم في قوله * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) * فعلموا بهذه الآية أنهم يبتلون فلما ابتلوا بالأحزاب علموا أن الجنة والنصر قد وجبا لهم إن سلموا وصبروا وذلك قوله * (وما زادهم إلا إيمانا) * وتصديقا بالله ورسوله * (وتسليما) * لله أمره 23 * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله) * كانوا صادقين في عهودهم بنصرة
(٨٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 857 858 859 860 861 862 863 864 865 866 867 ... » »»