تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٦٥
فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *) 2 " * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) *) أنك نبي صادق فيما تخبر، ونصب " * (شهيدا) *) على التفسير وقيل: على الحال، والقطع، ثم قال: " * (محمد رسول الله) *) تم الكلام هاهنا، ثم قال مبتدئا: " * (والذين معه) *) (الواو) فيه (واو) الاستئناف " * (والذين) *) في محل الرفع على الابتداء " * (أشداء) *) غلاظ " * (على الكفار) *) لا تأخذهم فيهم رأفة. " * (رحماء بينهم) *) متعاطفون متوادون بعضهم على بعض كقوله تعالى: * (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) * * (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله) *) أن يدخلهم جنته " * (ورضوانا) *) أن يرضى عنهم. " * (سيماهم) *) علامتهم " * (في وجوههم من أثر السجود) *) واختلف العلماء في هذه السيماء، فقال قوم: هو نور وبياض في وجوههم يوم القيامة، يعرفون بتلك العلامة، أنهم سجدوا في الدنيا، وهي رواية العوفي، عن ابن عباس، وقال عطاء بن أبي رباح والربيع بن أنس: استنارت وجوههم من كثرة ما صلوا.
وقال شهر بن حوشب: تكون مواضع السجود من وجوههم، كالقمر ليلة البدر. قال آخرون: السمت الحسن، والخشوع، والتواضع، وهو رواية الوالبي عن ابن عباس، قال: أما إنه ليس بالذي ترون، ولكنه سيماء الإسلام وسجيته، وسمته وخشوعه، وقال منصور: سألت مجاهدا عن قوله سبحانه وتعالى: " * (سيماهم في وجوههم) *)، أهو الأثر يكون بين عيني الرجل؟ قال: لا ربما يكون بين عيني الرجل، مثل ركبة العنز، وهو أقسى قلبا من الحجارة، ولكنه نور في وجوههم من الخشوع، وقال ابن جريج: هو الوقار، والبهاء، وقال سمرة بن عطية: هو البهج، والصفرة في الوجوه، وأثر السهرة. قال الحسن: إذا رأيتهم حسبتهم مرضى، وما هم بمرضى، وقال الضحاك: أما إنه ليس بالندب في الوجوه، ولكنه الصفرة.
وقال عكرمة، وسعيد بن جبير: هو أثر التراب على جباههم. قال أبو العالية: يسجدون على التراب لا على الأثواب، وقال سفيان الثوري: يصلون بالليل، فإذا أصبحوا رؤي ذلك في وجوههم، بيانه قوله: صلى الله عليه وسلم: (من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار).
قال الزهري: يكون ذلك يوم القيامة، وقال بعضهم: هو ندب السجود، وعلته في الجبهة من كثرة السجود
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»