تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٦٨
بلال خير الناس وابن الأخير إنما يقولون: خير وشر. قال الله عز وجل " * (كنتم خير أمة) *) وقال سبحانه " * (بل أنتم شر مكانا) *).
" * (إنا مرسلوا الناقة) *) باعثوها ومخرجوها من الهضبة التي سألوا " * (فتنة) *) محنة " * (لهم فارتقبهم) *) وانتظرهم وننظر ما هم صانعون " * (واصطبر) *) واصبر على ظلمهم وأذاهم، ولا تعجل حتى يأتيهم أمري، واصطبر: افتعل من الصبر، وأصل (الطاء) فيه (تاء) فحولت (طاء) لأجل (الصاد).
" * (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم) *) وبين الناقة بالسوية لها يوم ولهم يوم، وإنما قال: بينهم؛ لأن العرب إذا أخبرت عن بني آدم وعن البهائم غلبوا بني آدم على البهائم. " * (كل شرب) *) نصيب من الماء " * (محتضر) *) يحضره من كانت نوبته، فإذا كان يوم الناقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم، وقال مجاهد: يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة، وإذا جاءت حضروا اللبن.
" * (فنادوا صاحبهم) *) قدار بن سالف وكان أشقر؛ ولذلك قيل له: أشقر ثمود " * (فعقر) *) فتناول الناقة بسيفه فعقرها، ولذلك سميت العرب الجزار قدارا تشبيها به، وقال الشاعر:
إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم ضرب القدار نقيعة القدام " * (فكيف كان عذابي ونذر) *) ثم بين عذابهم فقال عز من قائل: " * (إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر) *) قرأ الحسن وقتادة بفتح (الظاء) أراد الحظيرة، وقرأ الباقون بكسر (الظاء) أرادوا صاحب الحظيرة.
قال ابن عباس: هو أن الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك دون السباع، فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم، وقال قتادة: يعني كالعظام النخرة المحترقة وهي رواية العوفي عن ابن عباس ورواية أبي ظبيان عنه أيضا، كحشيش يأكله الغنم، وقال سعيد بن جبير: هو التراب الذي يتناثر من الحائط. ابن زيد: هو الشجر البالي الذي تهشم حتى ذرته الريح، والعرب تسمي كل شيء كان رطبا فيبس هشيما.
" * (ولقد يسرنا) *) هونا عليهم " * (القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا) *) ريحا ترميهم بالحصباء، وهي الحصى، وقال بعضهم: هو الحجر نفسه.
قال الضحاك: يعني صغار الحصى، والحاصب والحصب والحصباء هي الحجر الذي
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»