تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٢١١
أصاب الكلام فلم يستطع فأخطأ الجواب لدى المفصل " * (والشياطين) *) أي وسخرنا له الشياطين " * (كل بناء وغواص) *) يستخرجون له اللألىء من البحر، وهو أول من استخرج اللؤلؤ من البحر " * (وآخرين مقرنين في الأصفاد) *) يعني مشدودين في القيود واحدها صفد " * (هذا عطاؤنا فامنن) *) فأعط، من قوله سبحانه: " * (ولا تمنن تستكثر) *).
وتقول العرب: من علي برغيف، أي أعطانيه.
قال الحسن: إن الله عز وجل لم يعط أحدا عطية إلا جعل فيها حسابا، إلا سليمان فإن الله سبحانه أعطاه عطاء هنيئا فقال: " * (هذا عطاؤنا فامنن) *).
" * (أو أمسك بغير حساب) *) قال: إن أعطى أجر وان لم يعط لم يكن عليه تبعة.
قال مقاتل: هو في أمر الشياطين، خذ من شئت منهم في وثاقك لاتبعة عليك فيما تتعاطاه.
" * (وإن له عندنا لزلفى) *) قربة " * (وحسن مآب) *) مصير.
" * (واذكر عبدنا أيوب) *).
قال مقاتل: كنيته أبو عبد الله.
" * (إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) *) بتعب ومشقة وبلاء وضر.
قال مقاتل: بنصب في الجسد وعذاب في المال.
وفيه أربع لغات: (نصب) بضمتين وهي قراءة أبي جعفر، و (نصب) بفتح النون والصاد وهي قراءة يعقوب و (نصب) بفتح النون وجزم الصاد وهي رواية هبيرة عن حفص عن عاصم، و (نصب) بضم النون وجزم الصاد وهي قراءة الباقين.
واختلفوا في سبب ابتلاء أيوب:
فقال وهب: استعان رجل أيوب على ظلم يدرأه عنه، فلم يعنه فابتلي.
وروى حيان عن الكلبي: أن أيوب كان يغزوا ملكا من الملوك كافرا، وكانت مواشي أيوب في ناحية ذلك الملك، فداهنه ولم يغزه فابتلي.
وقال غيرهما: كان أيوب كثير المال فأعجب بماله فابتلى.
" * (اركض برجلك) *) الأرض، أي ادفع وحرك " * (هذا مغتسل) *)) .
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»