تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٠٩
وأخبرني الحسين قال: حدثنا عمر بن الخطاب قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن يزيد قال: حدثنا داود عن الصلت بن دينار قال: حدثنا عقبة بن صهبان قال: دخلت على عائشة فسألتها عن قول الله عز وجل: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه) *..) *) فقالت لي: يا بني كلهم في الجنة؛ أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم فجعلت نفسها معنا.
وقال مجاهد والحسن وقتادة: " * (فمنهم ظالم لنفسه) *) قالوا: هم أصحاب المشأمة، " * (ومنهم مقتصد) *) هم أصحاب الميمنة " * (ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) *) هم السابقون المقربون من الناس كلهم.
قال قتادة: فهذا في الدنيا على ثلاث منازل وعند الموت قال الله تعالى: " * (وأما إن كان من أصحاب اليمين) *) إلى قوله: " * (وتصلية جحيم) *)، وفي الآخرة أيضا، قال عز وجل: " * (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة) *) إلى قوله: " * (المقربون) *).
وقال ابن عباس: السابق: المؤمن المخلص، والمقتصد: المرائي، والظالم: الكافر بنعمة الله غير الجاحد لها؛ لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة فقال: " * (جنات عدن يدخلونها) *)، وسمعت أبا محمد شيبة بن محمد بن أحمد الشعبي يقول: سمعت أبا بكر بن عبد يقول: قالت عائشة: السابق: الذي أسلم قبل الهجرة، والمقتصد: الذي أسلم بعد الهجرة، والظالم: نحن.
وقال بكر بن سهل الدمياطي: الظالم لنفسه: الذي مات على كبيرة ولم يتب منها، والمقتصد: الذي لم يصب كبيرة، والسابق بالخيرات: الذي لم يعص الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعن الحسن أيضا قال: السابق: من رجحت حسناته، والمقتصد: من استوى حسناته وسيئاته، والظالم: الذي ترجح سيئاته على حسناته.
سهل بن عبد الله: السابق: العالم، والمقتصد: المتعلم، والظالم: الجاهل، وعنه أيضا: السابق: الذي اشتغل بمعاده، والمقتصد: الذي اشتغل بمعادة عن معاشه، والظالم: الذي اشتغل بمعاشه عن معاده.
وقيل: الظالم: طالب الدنيا، والمقتصد: طالب العقبى، والسابق، طالب المولى.
وقيل: الظالم: المسلم، والمقتصد: المؤمن، والسابق: المحسن.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»