تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٠٦
عوسجة عن عطاء الخراساني رفع الحديث قال: ظهر من أبي بكر خوف حتى عرف فيه فكلمه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأنزل الله سبحانه تعالى: " * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) *) في أبي بكر ح وفي الحديث: (أعلمهم بالله أشدهم له خشية).
وقال مسروق: كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه.
وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الربيعي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب المحرمي قال: حدثنا صالح بن مالك الأزدي قال: حدثنا عبيد الله بن سعد عن صالح بن مسلم الليثي قال: أتى رجل الشعبي فقال: أفتني أيها العالم؟ فقال: العالم من خشي الله عز وجل.
" * (إن الله عزيز غفور إن الذين يتلون كتاب الله) *) الآية قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: هذه آية القراء، " * (وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية) *).
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: حدثنا ابن شاذان قال: حدثنا جيعويه قال: حدثنا صالح بن محمد عن عبد الله بن عبد الله عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي أنه قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما لي لا أحب الموت؟ قال: (ألك مال؟). قال: نعم. قال: (فقدمه). قال: لا أستطيع. قال: (فإن قلب المرء مع ماله إن قدمه أحب أن يلحق به، وإن أخره أحب أن يتأخر معه).
" * (يرجون تجارة لن تبور) *)، قال الفراء: قوله " * (يرجون) *) جواب لقوله: " * (إن الذين يتلون) *).
" * (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ثم) *) مردود إلى ما قبله من كتب الله في قوله: " * (لما بين يديه) *)، أي قبله من الكتب السالفة، أي أنزلنا تلك الكتب، " * (ثم أورثنا) *) هذا " * (الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) *)، ويجوز أن تكون " * (ثم) *) بمعنى الواو أي (وأورثنا) كقوله: " * (ثم كان من الذين آمنوا) *) أي وكان ومعنى و " * (أورثنا) *): أعطينا؛ لأن الميراث عطاء، قاله مجاهد، وقال بعض أهل المعاني: " * (أورثنا) *) أي أخرنا، ومنه الميراث؛ لأنه تأخر عن الميت ومعناه: أخرنا القرآن عن الأمم السالفة وأعطيناكموه وأهلناكم له، و قال عنترة:
وأورثت سيفي عن حصين بن معقل إلى جده إني لثأري طالب أي أخرت، وفي هذا كرامة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال لهم: " * (أورثنا) *) وقال: لسائر الأمم " * (ورثوا الكتاب) *) الآية يعني القرآن.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»