تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٧٦
وقال قطرب: ولا في السماء لو كنتم فيها، كقولك: ما يفوتني فلان بالبصرة ولا هاهنا في بلدي، وهو معك في البلد أي ولا بالبصرة لو صار إليها.
" * (وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم) *) فأعرض سبحانه بهذه الآيات تذكيرا وتحذيرا لأهل مكة، ثم عاد إلى قصة إبراهيم، فقال عز من قائل: " * (فما كان جواب قومه) *) قرأ العامة بنصب الباء على خبر كان وإن قالوا: في محل الرفع على اسم كان، وقرأ سالم الأفطس " * (جواب) *) رفعا على اسم كان، وإن موضعه نصب على خبره " * (ألا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار) *) وجعلها عليه بردا وسلاما، قال كعب: ما حرقت منه إلا وثاقه.
" * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقال) *) يعني إبراهيم (عليه السلام) لقومه: " * (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم) *) اختلف القراء فيها، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب " * (مودة) *) رفعا " * (بينكم) *) خفضا بالإضافة، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم على معنى: أن الذين اتخذتم من دون الله أوثانا هي " * (مودة بينكم) *). " * (في الحياة الدنيا) *) لم تنقطع ولا تنفع في الآخرة كقوله: * (* (لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) *) ثم قال: " * (بلاغ) *)) أي هذا بلاغ، وقوله سبحانه: * (* (لا يفلحون) *) ثم قال: " * (متاع) *)) أي هو متاع، فكذلك أضمروا هاهنا هي ويجوز أن تكون خبر إن.
وقرأ عاصم في بعض الروايات " * (مودة) *) مرفوعة منونة " * (بينكم) *) نصبا وهو راجع إلى معنى القراءة الأولى، وقرأ حمزة " * (مودة) *) بالنصب " * (بينكم) *) بالخفض على الإضافة بوقوع الاتحاد عليها وجعل إنما حرفا واحدا وهي رواية حفص عن عاصم، وقرأ الآخرون: " * (مودة) *) نصبا منونة " * (بينكم) *) بالنصب وهي راجعة إلى قراءة حمزة ومعنى الآية أنكم اتخذتم هذه الأوثان مودة بينكم في الحياة الدنيا.
" * (مودة بينكم في الحياة الدنيا) *) تتوادون وتتحابون على عبادتها وتتواصلون عليها.
" * (ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) *) وتتبرأ الأوثان من عابديها " * (ومأواكم) *) جميعا العابدون والمعبودون " * (النار وما لكم من ناصرين فآمن له لوط) *) وهو أول من صدق إبراهيم (عليه السلام) حين رأى أن النار لم تضره.
" * (وقال إني مهاجر إلى ربي) *) فهاجر من كوتي من سواد الكوفة إلى حران ثم إلى الشام ومعه ابن أخيه لوط وامرأته سارة، وهو أول من هاجر، قال مقاتل: هاجر إبراهيم (عليه السلام) وهو ابن خمس وسبعين سنة
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»