عبد الله بن إدريس عن عبد الله عن نافع عن ابن عمرو قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ " * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *).
قال: يدنيني فيقعدني معه على العرش.
ابن فنجويه: أجلسني معه على سريره.
أبو أسامة عن داود بن يزيد (الأزدي) عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *) قال: (الشفاعة).
عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: إن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا وإن صاحبكم خليل الله وأكرم الخلق على الله ثم قرأ " * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *) قال: يقعده على العرش.
وروى سعيد الجروي عن سيف السدوي عن عبد الله بن سلام قال: إذا كان يوم القيامة يؤتي نبيكم صلى الله عليه وسلم فيقعد بين يدي الرب عز وجل على الكرسي.
وروى ليث عن مجاهد في قوله عز وجل " * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *) قال: يجلسه على العرش.
قال الأستاذ الإمام أبو القاسم الثعلبي: هذا تأويل غير مستحيل لأن الله تعالى كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته ثم خلق الأشياء من غير حاجة له إليها، بل إظهارا لقدرته وحكمته ليعرف وجوده وحده وكمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة بالحكمة، وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما يشاء من غير أن صار له مما شاء أو كان له العرش مكان بل هو الآن على الصفة التي كان عليها قبل أن خلق المكان والزمان، فعلى هذا القول سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش أو على الأرض لأن استواء الله على العرش ليس بمعنى الاستقبال والزوال أو تحول الأحوال من القيام والقعود أو الحال الذي يشغل العرش، بل هو مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه بلا كيف، وليس إقعاده محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا إياه من صفة العبودية بل هو رفع لمحله وإظهار لشرفه وتفضيل له على غيره من خلقه، وأما قولهم: في الأخبار معه، فهو شابه قوله تعالى " * (إن الذين عند ربك) *) و " * (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) *) ونحوهما من الآيات، كل ذلك راجع إلى الرتبة والمنزلة لا إلى المكان والجهة والله أعلم.
" * (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق) *) قرأه العامة: بضم الميمين على معنى الإدخال والاخراج